--------------------------------------------------------------------------------
اللغة و الفكر
(( يقول فلاسفة اللغة: إن اللغة أداة تعبير تنقل أفكارنا وتصوغها وقد اعتقد الكثير من اللغويين أن هناك تناسب بين اللغة والفكر. لكن هذاالطرح رفضه أنصار الاتجاه الثنائي للذي يعتقد أن اللغة عاجزة عن استيعاب أفكارنا. إذا اعتبرنا هذه الأطروحة صادقة، فكيف يمكن إثباتها والدفاع عنها؟
من المواقف الفلسفية التي تعرضت لمشكلة تبادل اللغة وفكر الاتجاه الثنائي: إذ يعتقد بعض المفكرين وعلى رأسهم برغسون: إن هناك عدم تناسب بين اللغة والفكر فالإنسان يمتلك من الأفكار والمعاني والدلالات ما لا تستطيع ألفاظ ا للغة استيعابها و التعبير عنها . فيبقى الكثير منها مستعصياً عن التعبير الذي يظل أن اللغة تعرقل الفكر وتجمد حيويته
انطلق أصحاب هذه النزعة المسلمة للقارئ :إن اللغة طابعها مادي منفصل ، والفكر طابعه روحي منفصل.
و ما يبرر وجهة نظر هذه النظرية والتي تفصل بين اللغة والفكر إن اللغة مجرد أداة في يد الفكر بدلالة إننا نجد في أنفسنا كثير من المعاني العاطفية والجمالية التي تكون مستعصية على التفكير بالإضافة إلى ذلك إن كلمات اللغة محدودة بينما المعاني والأفكار ممتدة وغير نهائية لذا قيل : الألفاظ قبورالمعاني.
و تعزيزًاً للبرهنة السابقة نلاحظ عدم تناسب اللغة مع الفكر تبرره الكثيرمن الأدلة من بينها إن الفكر متقدم عن اللغة إي انه سابق في وجودها عنها أن تعتبرشرطا أساسيا لوجودها،وعليه نلاحظ على مستوى الواقع وجود تفاوت بين قدراتنا على الفهم وقدراتنا على التبليغ فالمرء يملك الكثير من المعاني والتصورات مالا يستطع التعبير عنه والمثال التالي يوضح ذلك:
فبعض الأدباء لديهم ثروة لغوية هائلة لكنهم يجدون صعوبة في التعبير عن أفكارهم،و يقول برغسون : اللغة عاجزة عن مسايرة ديمومة الفكر.
غير أن وجهة النظر هذه رفضها أنصارالاتجاه الأحادي حيث نادي هؤلاء بوجود تناسب بين اللغة والفكر فهما شيء واحد ولايمكن أن نفصل بينهما، فهما متداخلين ومتلاحمين.
وعلى الرغم من أن اللغة تؤثر فيالفكر وتتأثر به إلا أن هذا لا يمنع من وجود تمايز بينهما،مما يجعل كثير من الأحيان عجز الاستيعاب، وهذا يلاحظ عندما يتردد الكاتب أو المتكلم فيتوقف ليبحث عن الكلمات المناسبة لأداء المعنى المقصود كما أن الكثير من الناس قدرتهم على الفهم لا تتناسب مع قدرتهم على التبليغ، حيث نفهم الكثير من المعاني ولكننا لاستطيع التعبير عنها لهذا قيل : أجمل الإشعار تلك التي لانكتبها.
وعليه نستنتج من خلال تحليلنا السابق إن الأطروحة القائلة: اللغة عاجزة عن استيعاب أفكارنا.صحيحة و مشروعة ويحق لنا الدفاع عنها ونتبينها.))
ابن عبد ربه في ((العقد الفريد)):
كتب أبو الأسود الدؤلي إلى رجل يستسلفه، فكتب إليه: المؤونة كثيرة، والفائدة قليلة، والمال مكذوب عليه. فكتب إليه ابو الأسود: إذا كنت كاذباً فجعلك الله صادقاً، وإن كنت صادقاً فجعلك الله كاذباً.
اللغة و الفكر
(( يقول فلاسفة اللغة: إن اللغة أداة تعبير تنقل أفكارنا وتصوغها وقد اعتقد الكثير من اللغويين أن هناك تناسب بين اللغة والفكر. لكن هذاالطرح رفضه أنصار الاتجاه الثنائي للذي يعتقد أن اللغة عاجزة عن استيعاب أفكارنا. إذا اعتبرنا هذه الأطروحة صادقة، فكيف يمكن إثباتها والدفاع عنها؟
من المواقف الفلسفية التي تعرضت لمشكلة تبادل اللغة وفكر الاتجاه الثنائي: إذ يعتقد بعض المفكرين وعلى رأسهم برغسون: إن هناك عدم تناسب بين اللغة والفكر فالإنسان يمتلك من الأفكار والمعاني والدلالات ما لا تستطيع ألفاظ ا للغة استيعابها و التعبير عنها . فيبقى الكثير منها مستعصياً عن التعبير الذي يظل أن اللغة تعرقل الفكر وتجمد حيويته
انطلق أصحاب هذه النزعة المسلمة للقارئ :إن اللغة طابعها مادي منفصل ، والفكر طابعه روحي منفصل.
و ما يبرر وجهة نظر هذه النظرية والتي تفصل بين اللغة والفكر إن اللغة مجرد أداة في يد الفكر بدلالة إننا نجد في أنفسنا كثير من المعاني العاطفية والجمالية التي تكون مستعصية على التفكير بالإضافة إلى ذلك إن كلمات اللغة محدودة بينما المعاني والأفكار ممتدة وغير نهائية لذا قيل : الألفاظ قبورالمعاني.
و تعزيزًاً للبرهنة السابقة نلاحظ عدم تناسب اللغة مع الفكر تبرره الكثيرمن الأدلة من بينها إن الفكر متقدم عن اللغة إي انه سابق في وجودها عنها أن تعتبرشرطا أساسيا لوجودها،وعليه نلاحظ على مستوى الواقع وجود تفاوت بين قدراتنا على الفهم وقدراتنا على التبليغ فالمرء يملك الكثير من المعاني والتصورات مالا يستطع التعبير عنه والمثال التالي يوضح ذلك:
فبعض الأدباء لديهم ثروة لغوية هائلة لكنهم يجدون صعوبة في التعبير عن أفكارهم،و يقول برغسون : اللغة عاجزة عن مسايرة ديمومة الفكر.
غير أن وجهة النظر هذه رفضها أنصارالاتجاه الأحادي حيث نادي هؤلاء بوجود تناسب بين اللغة والفكر فهما شيء واحد ولايمكن أن نفصل بينهما، فهما متداخلين ومتلاحمين.
وعلى الرغم من أن اللغة تؤثر فيالفكر وتتأثر به إلا أن هذا لا يمنع من وجود تمايز بينهما،مما يجعل كثير من الأحيان عجز الاستيعاب، وهذا يلاحظ عندما يتردد الكاتب أو المتكلم فيتوقف ليبحث عن الكلمات المناسبة لأداء المعنى المقصود كما أن الكثير من الناس قدرتهم على الفهم لا تتناسب مع قدرتهم على التبليغ، حيث نفهم الكثير من المعاني ولكننا لاستطيع التعبير عنها لهذا قيل : أجمل الإشعار تلك التي لانكتبها.
وعليه نستنتج من خلال تحليلنا السابق إن الأطروحة القائلة: اللغة عاجزة عن استيعاب أفكارنا.صحيحة و مشروعة ويحق لنا الدفاع عنها ونتبينها.))
ابن عبد ربه في ((العقد الفريد)):
كتب أبو الأسود الدؤلي إلى رجل يستسلفه، فكتب إليه: المؤونة كثيرة، والفائدة قليلة، والمال مكذوب عليه. فكتب إليه ابو الأسود: إذا كنت كاذباً فجعلك الله صادقاً، وإن كنت صادقاً فجعلك الله كاذباً.
