جبل العمدة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى للمواضيع الثقافية


    الرأي العام الثقافي

    Nadia
    Nadia
    Admin


    المساهمات : 405
    تاريخ التسجيل : 17/04/2010

       الرأي العام الثقافي Empty الرأي العام الثقافي

    مُساهمة  Nadia الخميس أبريل 28, 2011 4:51 pm



    في منتدى الرأي العام الثقافي
    (2-2)
    د.وجدي كامل: الفعل الثقافي مسجون في العقل الأدبي والإنشاءات
    اللغوية ..
    د.محمد المهدي بشرى: على الدولة تمويل المجتمع المدني الثقافي
    وتطوير التعليم
    الراي العام
    الأربعاء 27/04/2011م

    هل تراجع الإبداع الثقافي؟
    يتصل في هذه الحلقة النقاش بشأن الملفات الثقافية وتراجع الإبداع
    الثقافي، ويرى د. وجدي كامل السينمائي والأكاديمي أن تراجع الإنتاج
    الإبداعي ليس على علاقة مباشرة بالملفات الثقافية، فالملفات الثقافية
    أو الملاحق الثقافية لا يمكن أن تكون مدخلا لموضوع الإنتاج الثقافي
    والإبداعي فمع تطور الإتصال كمنظومة أصبحت هناك فرص أخرى
    غير الملاحق للنشر وأصبح من الصعب السيطرة عليها من جانب النقاد،
    ويعني ذلك أن ما ينشر الآن على مواقع متخصصة في القصة القصيرة
    وفي الشعر والنقد الأدبي وحتى في العمارة والشبكة الدولية للمعلومات
    لا يمكن السيطرة عليه، وهنا نجدنا أمام ظاهرة جديدة ، ويجب أولا أن
    نطرح السؤال التالي:-
    هل هناك تراجع أم لا؟ وإن وجد فربما يكون قائماً على معيارية النشر
    الصحفي الورقي، ويتابع د.كامل قائلاً: في تقديري الخاص أنه لا يوجد
    تراجع بل هناك مشكلات نشر، وتوجد أسماء سودانية مختلفة تكتب
    الرواية وتكتب القصة القصيرة من داخل الحدود ومن خارج الحدود،
    وربما لا تجدها في الصحافة الورقية وقد تتفاجأ بأنها فازت بجوائز
    عالمية أو شاركت في ندوة خارجية أو أنها زارت السودان .
    وقال د. وجدي أنه لا يوجد تراجع في الإنتاج الإبداعي بل التراجع
    يتعلق بالمتابعة، فالمتابعة تدخل فيها أشياء أخرى كالإذاعة والتلفزيون،
    فالفضائيات والتلفزيون والإذاعات محكومة بعلاقتها المحدودة بالإنتاج
    الأدبي أو الفني، لا الثقافي، لأنها لا تتيح الفرصة المناسبة في الخطة
    البرامجية لها، وإن كانت تهتم بالغناء وتهتم بالشعر وأشكال ثقافية
    معينة جداً.
    ويرى د.كامل في هذا جزء من أزمة الفعل الثقافي السوداني الذي يصفه
    بأنه عقل أدبي مسجون منذ مئة عام في هذه الأدبية التي تعطل ملكات
    التفكير، فالعقل الأدبي يهتم بالإنتاج الأدبي والإنشاء اللغوي والتراكيب
    اللغوية ويهتم كذلك بمنجزات اللغة، فبات عقلاً لا يعرف الحاسة النقدية
    التي كادت تصبح (ميتة)، وإذا كان هناك نقد فهو آني وليس نقداً
    متخصصاً.
    اقتصاديات المثقف:
    ويضيف د.وجدي إقتصاد المثقف بات مفهوماً مهماً، وليس إقتصاد الثقافة
    وحده، وبقدرما كان هذا الإقتصاد ضعيفاً، بقدر ما أنعكس في الإنتاج
    الثقافي، ويرى أن ضعف إقتصاد المثقف هو لازمة من لازمات ضعف
    الإقتصاد الثقافي ككل، بينما نحن الآن في زمن أصبحت فيه الثقافة
    صناعة وأصبح فيه العقل الثقافي إحترافياً وليس هاوياً، وهذا يتطلب
    إعترافا ماليا وإعترافا إجتماعيا، وهذا الإعتراف غير موجود في السودان
    الى الآن.
    وجه د. وجدي كامل الى الأستاذ صديق المجتبى السؤال التالي: لقد
    شغلت منصب وزير دولة للثقافة في السابق، ألا تعتقد بأنك عانيت
    خلال الفترة التي عملت بها وزيرا للثقافة من غياب التسهيلات
    المادية والميزانيات ومن الموقف الرسمي فيما يتعلق بإظهار الإنتاج
    الثقافي ونشهد بأنك كنت صاحب أحلام كبيرة في ذلك العهد فما تعليقك؟
    الذهنية الرسمية غير حفية بالثقافة:
    ابتدر صديق المجتبى حديثه بالإشارة إلى غياب العقل الثقافي وغياب
    الثقافة كأداة مهمة في التغيرات الكبيرة في الدولة منذ الإستقلال ،
    وعند تكوين الحكومة الوطنية كان هناك غياب كامل لحقيبة وزارة
    الثقافة، ووصف المجتبى الذهنية الرسمية بأنها غير حفية بالثقافة
    عموماً، ليس عن سابق قصد ولا عن توجه آيدولوجي، ولكن عن
    إستغراق في الأزمات، ويتابع: في عهدي كوزير للثقافة كانت لدى
    أحلام كبيرة أولها التغيير في هيكلة البنية التحتية وتغيير شكل
    المشروعات الفوقية للثقافة فلو لم تتغير هاتين البنيتين لن يحصل
    دفع للإبداع وتحفيز له، والدولة ليست هي التي تنتج النص ولا
    المسرحية ولا تتدخل في كتابة القصة، فهذا عمل المجتمع ولابد
    للدولة من توفير الجو المناسب والظروف المواتية للإنتاج الثقافي،
    أما في قضية التمويل ووسائله فلا اعتقد أن الدولة فقيرة، ولكن
    الذهنية التي تخطط لانفاق المال الثقافي هي الفقيرة، فالفقر هنا
    حالة ذهنية.
    ويرى المجتبى أن المشكلة المتصلة بإقتصاديات الثقافة عمادها إستنباط
    التمويل المخصص للثقافة، ويتابع أن أزمة الثقافة تبرز عندما يكون
    النشاط الثقافي كمياً وليس نوعياً، خاصة وأن الإنتاج الثقافي مؤثر في
    المجتمع ويسهم في التحولات، وهذا هو المطلوب من العملية الثقافية،
    وليس تكريس المسرحيات وأغاني الحقيبة وتلوينها بشكل مختلف
    وإعادة إنتاجها.
    ويرى المجتبى أن هناك إفتقاراً للخيال والقدرة على تحليل الواقع الثقافي
    لتطويره، والمطلوب من وجهة نظره ألا تمول العملية الثقافية باعتبارها
    تابعاً لحدث سياسي أو اجتماعي، ويتابع: لا توجد مبادرات ثقافية
    كمشروع عقد التنمية الثقافي للسودان ، أو إختلاق الحراك الثقافي
    وحدوث التعارف بين المناطق الثقافية.
    ويقول المجتبى أن الإبداع موجود لكنه غير مكتشف، ولا يقتصر على
    إبداع النخب بل يتعداه إلى عقل تراثي وعقل شعبي غير مفعل.
    ضعف التعارف الثقافي:
    قياس الإبداع الثقافي عبر الملفات والملاحق الثقافية والندوات الفكرية
    والمجلات قياس قاصر كما يقول د.وجدي كامل، ويتابع: قديما كانت
    هناك روابط ثقافية كرابطة الجزيرة وسنار وكانت تدفع بإبداعها الى
    الملاحق الثقافية، ومن خلال هذه الروابط يتم التعرف على نقاد وكتاب
    قصة جدد، والملاحق الأن لا تتعرف على اسم جديد لأديب خارج
    العاصمة إلا نادراً، وتحدث وجدي عن ضعف التعارف الثقافي بين
    المكونات الثقافية القومية، واعتبر أن الصحافة الثقافية ينبغي أن
    تلعب دوراً كبيراً في خلق هذا التعارف، ويعلق على غياب الطبقة
    الراعية للثقافة قائلاً: الطبقة الوسطى ليست منتجة للثقافة بل كانت
    راعية لها، وباختفائها بات من الصعب أن تجد شريحة إجتماعية تلعب
    هذا الدور.
    إذا حاولنا تلمس الغيابات والمفقودات الثقافية نجد أنها تدار من موقع
    واحد لمكونات متعددة في الثقافة السودانية وهذه تجربة الدولة الوطنية
    كما يقول د.محمد المهدي بشرى عندما عملت المصادفات التاريخية
    عملها، وتشكلت البنية التحتية للوعي الاجتماعي الذي حمل الحركة
    الوطنية، وتشكل جغرافياً وعرقياً وثقافياً في منطقة بعينها قدمت لها
    الدولة الإستعمارية البنية التحتية لإنتاج هذه الطبقة الوسطى التي تحمل
    الوعي، وتكرست هذه المكاسب التاريخية لتشكل تكويناً مؤهلاً من حيث
    وعيه بذاته ومن حيث مكاسبه ليقود السودان إلى الاستقلال، وحدث ذلك
    من خلال تنظيم سياسي وإجتماعي وثقافي هو مؤتمر الخريجين الذي
    حمل آيدولوجية ثقافية وأعتبر تكريسها من مهامه، ويرى بشرى أن
    الثقافة تأسست على هامش مركزية الثقافة العربية الإسلامية وأصبحت
    مستلبة بالوظيفة بعدما تأسست الثقافة في السودان كإطار هامشي
    للمحمول الوعيوي الذي حملته طلائع المتعلمين الذين كونوا الطبقة
    الوسطى، ويقر بوجود إستشرافات تمت في الماضي كأنما المستقبل،
    ويتابع: لا يمكن للمستقبل أن يأتي ويعيد إنتاجها كأشكال جديدة، وهذا
    يدل على عجز داخل البنية الأحادية المتصلة بالمؤسسة وبآيدولوجيا
    مسافرة.
    مركزية ثقافية:
    وأشار د.الصاوي إلى إشكاليات في المؤسسات الثقافية التي تقوم على
    أمر الثقافة، بينما أعتبر عبد المكرم أن تأسيس الثقافة في السودان
    بإعتبارها فرعاً للثقافة العربية لم يعبر عن سائر المكونات الثقافية
    القومية.
    المركزية الثقافية لا تقدم تصوراً حقيقاً وواقعياً عن خارطة الإبداع
    القومي السوداني كما يقول د.وجدي، ومن واقع تجربته في إدارة مركز
    ثقافي في أحد الأقاليم، يشير لوجود حالة استنساخ إقليمية لمناطق
    تعمل على مماثلة الخرطوم، فعند النظر في الغناء والشعر والأدب
    الشبابي الإقليمي يتضح أنه صدى لأدب المركز في الخرطوم، ويدعو
    د.كامل إلى العمل على بعث وإيصال الثقافات المحلية الموجودة في
    المجتمع ولا يحتاج ذلك الى المال فقط، بل يتطلب أيضاً جهوداً قوية
    تهدم البناء التاريخي ليتجاوز السودان حقبة المركز الثقافي الواحد إلى
    عشرات المراكز الثقافية حتى تستطيع الثقافة الحديث بلسان قومي.
    يجب إعادة النظر في إستراتيجيات الدولة وممارساتها لتطوير العمل
    الثقافي، فهذه السياسات كما يقول عبد المكرم أدت الى عمليات إستبعاد
    تاريخية عبر ما يسمى بفلسفة التمثيل لإرضاء الضمير الوطني، لكنها
    مجرد تمثيل وليست مشاركة حقيقية في ثقافة ديمقراطية.
    واستغرب الصاوي عدم وجود جائزة للدولة في كل المجالات الثقافية
    بينما دعا د. بشرى الدولة لتمويل مؤسسات المجتمع المدني وتطوير
    التعليم لتتطور الثقافة تلقائياً كما يحدث في أية دولة.من جانبه دعا
    المجتبى الدولة لترك شؤون الثقافة الى أهلها من المثقفين والمبدعين
    وفي الروابط وسائر المجتمع الثقافي، على أن تضمن الدولة تهيئة
    المناخ وإنشاء صندوق للتمويل الثقافي بشروط محددة.




      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 5:09 pm