فلسفة الجوع
من سلسلة الأعمال المجهولة
قد يبدو لك هذا الموضوع غريباً فى بابه ،ولكننا الآن فى عصر العجائب والغرائب
ولاغرواذا شذذنا عن المواضيع التي ألفتها الاسماع وطرقنا موضوعا جديداً.
افتتحنا السنة الاولى من (المجلة)بمقالة عنوانها (فلسفة القوة ) املتها علينا دروس
الحرب الاوربية ،والآن نفتتح السنة الثانية بمقالة عنوانها (فلسفة الجوع ).
والراسخون فى العلم يعلمون ما تكون افتتاحية السنة الثالثة،إذاظللنا على قيد
الحياة .
فلسفة الجوع ...اقوي فلسفات العالم واشدها تاثيراً فى الهيئة الاجتماعية،وهي أقوي
من فلسفة القوة بما لايقدر .
القوى ضربان : الواحد منهما ساكن أو كامن،والآخر عامل أو متحرك .خذ .....
الكهربائية مثلاً ، تراها متى كانت متوازنة كامنة لا أثر لها على الاطلاق . فهي
كاللاكهربائية أوكاللاقوة‘خلافاً لما تكون عليه وهى عاملة أو متحركة.
فإنها تحرك حينئذ القطروتدير المعامل والمطارق الصناعية،وتطلق المدافع
الضخمة التي تدك الحصون وتترك المعامل اثراً بعد عين. ومتي كانت
الكهربائية كامنة أو ساكنة،لا يظهرمن أثرها ما يدل علي قوتها،فتكون
عندئذ بمثابة العدم .
أماالجوع فهوضرب من ضروب القوة ولكنه يختلف عن سائرالقوي في أمرخطير
هو أنه لايمكن ولايكون مطلقاً في حالة التوازن بل هو متحرك دائماً وابداً ، وفعله فى
الأحياء اشد من سائر قوي الطبيعة مجتمعة.
إذاامعنت النظر في الكائنات الحيةعلي وجه العموم، وجدت العامل الاكبرلارتقائها
إنما هو الجوع،لأنه الدافع الأعظم إلى الحركة فلولا الجوع لم يكن هناك طلب غذاء
و لم يكن تنازع بقاء.
فالجوع إذاً أكبر عامل في تنازع البقاء،وهو يتناول عالم النبات كما يتناول
عالم الحيوان . و تنازع البقاء في أقوى معانيه و أتمها. إنما هو تنازع الغذاء.
إذا غرست نبتيتن جنباً إلى جنب, تنازعتا غذاء التربة و اشتبكتا في حرب طاحنة
صامتة قوامها تفاعل الجذور. فتلتف جذور النباتات القوية على الضعبف ، ولا تنفك
عنها حتى تخنقها، كما يخنق رجل رجلاً. وقس عليه تنازع الأفراد والأنواع
والجماعات والأنواع.
كان الجوع أو الحاجة إلى الغذاء،أعظم دافع لترقية الأنواع.ولو لا ذلك لبقيت
الكا ئنات الحية في حال الترهل و الخمول،ولما تكيفت وارتقت الارتقاءالذي نراه
عليها الآن .
بيد أن للجوع في الهيئة الاجتماعية أثراً في ترقيته قد يفوق سائر الفواعل الأخرى
من سلسلة الأعمال المجهولة
قد يبدو لك هذا الموضوع غريباً فى بابه ،ولكننا الآن فى عصر العجائب والغرائب
ولاغرواذا شذذنا عن المواضيع التي ألفتها الاسماع وطرقنا موضوعا جديداً.
افتتحنا السنة الاولى من (المجلة)بمقالة عنوانها (فلسفة القوة ) املتها علينا دروس
الحرب الاوربية ،والآن نفتتح السنة الثانية بمقالة عنوانها (فلسفة الجوع ).
والراسخون فى العلم يعلمون ما تكون افتتاحية السنة الثالثة،إذاظللنا على قيد
الحياة .
فلسفة الجوع ...اقوي فلسفات العالم واشدها تاثيراً فى الهيئة الاجتماعية،وهي أقوي
من فلسفة القوة بما لايقدر .
القوى ضربان : الواحد منهما ساكن أو كامن،والآخر عامل أو متحرك .خذ .....
الكهربائية مثلاً ، تراها متى كانت متوازنة كامنة لا أثر لها على الاطلاق . فهي
كاللاكهربائية أوكاللاقوة‘خلافاً لما تكون عليه وهى عاملة أو متحركة.
فإنها تحرك حينئذ القطروتدير المعامل والمطارق الصناعية،وتطلق المدافع
الضخمة التي تدك الحصون وتترك المعامل اثراً بعد عين. ومتي كانت
الكهربائية كامنة أو ساكنة،لا يظهرمن أثرها ما يدل علي قوتها،فتكون
عندئذ بمثابة العدم .
أماالجوع فهوضرب من ضروب القوة ولكنه يختلف عن سائرالقوي في أمرخطير
هو أنه لايمكن ولايكون مطلقاً في حالة التوازن بل هو متحرك دائماً وابداً ، وفعله فى
الأحياء اشد من سائر قوي الطبيعة مجتمعة.
إذاامعنت النظر في الكائنات الحيةعلي وجه العموم، وجدت العامل الاكبرلارتقائها
إنما هو الجوع،لأنه الدافع الأعظم إلى الحركة فلولا الجوع لم يكن هناك طلب غذاء
و لم يكن تنازع بقاء.
فالجوع إذاً أكبر عامل في تنازع البقاء،وهو يتناول عالم النبات كما يتناول
عالم الحيوان . و تنازع البقاء في أقوى معانيه و أتمها. إنما هو تنازع الغذاء.
إذا غرست نبتيتن جنباً إلى جنب, تنازعتا غذاء التربة و اشتبكتا في حرب طاحنة
صامتة قوامها تفاعل الجذور. فتلتف جذور النباتات القوية على الضعبف ، ولا تنفك
عنها حتى تخنقها، كما يخنق رجل رجلاً. وقس عليه تنازع الأفراد والأنواع
والجماعات والأنواع.
كان الجوع أو الحاجة إلى الغذاء،أعظم دافع لترقية الأنواع.ولو لا ذلك لبقيت
الكا ئنات الحية في حال الترهل و الخمول،ولما تكيفت وارتقت الارتقاءالذي نراه
عليها الآن .
بيد أن للجوع في الهيئة الاجتماعية أثراً في ترقيته قد يفوق سائر الفواعل الأخرى
عدل سابقا من قبل Nadia في الجمعة مارس 04, 2011 3:53 am عدل 2 مرات