الحروب العربية الإسرائيلية
محاضرات سياسية
الواقع أنه لم يعد هناك معهد عسكري له شأنه ــــ سواء في الدول العظمي أو الكبرى أو النامية ـ إلا
وهو يخص الحروب العربية الإسرائيلية الأربعة ،وكذا حرب الاستنزاف بالمزيد من الاهتمام لما تحويه سجلات هذه الحروب المتتالية من خبرات كثيرة ودروس مستفادة جديرة بأن تسهم في تطوير صنعة الحرب ونظريات القتال ، وتحديث وابتكار الأسلحة والمعدات والذخائر، ورفع كفاءة الأنظمة القيادية على مختلف مستوياتها الإستراتيجية والتعبوية والتكنيكية.
وبالنسبة لنا نحن العرب فان حاجتنا إلى هذه الدراسة أوجب بصفة كونها أهم ركائز تعزيز ما حققناه من نجاحات وتجنب ما وقعنا فيه من أخطاء منذ تفجر الصراع بيننا وبين الصهيونية في القرن ال20 .
وهذا الصراع لا يقتصر على المجال العسكري فحسب، بل هو صراع حضاري شامل، يستهدف غايات مصيرية. وتقوم على توجيه أمور الجانب الصهيوني قوي استعمارية تسعي إلى فرض خريطة جائرة في
منطقة الشرق الأوسط ، وإقامة علاقات عدوانية تهدف في نهاية الأمر إلى اغتصاب كل ما يمكن اغتصابه من حقوق العرب ، ثم تمزيق كيانهم إلى شظايا.
ونقف على الطرف المضاد حركة القومية العربية التي تعتبرها النظرية الصهيونية العدو الأول والخطر الداهم .
وبمجرد أن تجسد الكيان العرقي الانعزالي الصهيوني على أرض فلسطين في نهاية القرن التاسع عشر ، أقام له جيشاً في عام 1907 ثم تبعه بوطن قومي في عام 1917م ، ثم بدولة في عام 1947م ، وهذا الكيان يمارس الاغتصاب العدوان وفرض الأمر الواقع ، وينتقل مرحلياً من الهدف الأدنى إلى الهدف الـأقصى
بقدر ما تسمح له الظروف الدولية والإقليمية والمحلية ، وبقدر ما يهيئ له خصوصية العرب من فرض
بسبب فرقتهم أو تناحرهم فيشن ضدهم الحرب تلو الحرب لدفع الحدود الجامحة للأمام وصولاً بها إلى إسرائيل
الكبرى التي رسمها تيودور هرتزل في الجزء الثاني من مذكراته الصادرة عام 1904م بالصفحة 711 فوصل
فوصل بها شمالاً إلى جبال طوروس ،وشرقاً إلى نهر الفرات ، وجنوباً إلى خيبر وغرباً إلى نهر النيل.
ولا تقف إسرائيل في روابطها مع الاغيار ـــ أي غير اليهودــ عند حدود العلاقات الطبيعية
التي تسود بين أعضاء الأسرة الدولية، بل تتجاوز تلك الحدود في سعيها الدائب إلى إزالة الوجود العربي من
حولها ، ثم حقائق سياسية وديموجرافية جديدة فيها ، كل ذلك بالقوة الجبرية ، وبالإرهاب والتهديد وبالعنف
المطلق......
محاضرات سياسية
الواقع أنه لم يعد هناك معهد عسكري له شأنه ــــ سواء في الدول العظمي أو الكبرى أو النامية ـ إلا
وهو يخص الحروب العربية الإسرائيلية الأربعة ،وكذا حرب الاستنزاف بالمزيد من الاهتمام لما تحويه سجلات هذه الحروب المتتالية من خبرات كثيرة ودروس مستفادة جديرة بأن تسهم في تطوير صنعة الحرب ونظريات القتال ، وتحديث وابتكار الأسلحة والمعدات والذخائر، ورفع كفاءة الأنظمة القيادية على مختلف مستوياتها الإستراتيجية والتعبوية والتكنيكية.
وبالنسبة لنا نحن العرب فان حاجتنا إلى هذه الدراسة أوجب بصفة كونها أهم ركائز تعزيز ما حققناه من نجاحات وتجنب ما وقعنا فيه من أخطاء منذ تفجر الصراع بيننا وبين الصهيونية في القرن ال20 .
وهذا الصراع لا يقتصر على المجال العسكري فحسب، بل هو صراع حضاري شامل، يستهدف غايات مصيرية. وتقوم على توجيه أمور الجانب الصهيوني قوي استعمارية تسعي إلى فرض خريطة جائرة في
منطقة الشرق الأوسط ، وإقامة علاقات عدوانية تهدف في نهاية الأمر إلى اغتصاب كل ما يمكن اغتصابه من حقوق العرب ، ثم تمزيق كيانهم إلى شظايا.
ونقف على الطرف المضاد حركة القومية العربية التي تعتبرها النظرية الصهيونية العدو الأول والخطر الداهم .
وبمجرد أن تجسد الكيان العرقي الانعزالي الصهيوني على أرض فلسطين في نهاية القرن التاسع عشر ، أقام له جيشاً في عام 1907 ثم تبعه بوطن قومي في عام 1917م ، ثم بدولة في عام 1947م ، وهذا الكيان يمارس الاغتصاب العدوان وفرض الأمر الواقع ، وينتقل مرحلياً من الهدف الأدنى إلى الهدف الـأقصى
بقدر ما تسمح له الظروف الدولية والإقليمية والمحلية ، وبقدر ما يهيئ له خصوصية العرب من فرض
بسبب فرقتهم أو تناحرهم فيشن ضدهم الحرب تلو الحرب لدفع الحدود الجامحة للأمام وصولاً بها إلى إسرائيل
الكبرى التي رسمها تيودور هرتزل في الجزء الثاني من مذكراته الصادرة عام 1904م بالصفحة 711 فوصل
فوصل بها شمالاً إلى جبال طوروس ،وشرقاً إلى نهر الفرات ، وجنوباً إلى خيبر وغرباً إلى نهر النيل.
ولا تقف إسرائيل في روابطها مع الاغيار ـــ أي غير اليهودــ عند حدود العلاقات الطبيعية
التي تسود بين أعضاء الأسرة الدولية، بل تتجاوز تلك الحدود في سعيها الدائب إلى إزالة الوجود العربي من
حولها ، ثم حقائق سياسية وديموجرافية جديدة فيها ، كل ذلك بالقوة الجبرية ، وبالإرهاب والتهديد وبالعنف
المطلق......
عدل سابقا من قبل Nadia في الأحد أبريل 17, 2011 5:35 pm عدل 1 مرات