عميد شيوخ قيادات حزب الأمة في حوار الغليان
«1»
حاوره: زين العابدين العجب
آخر لحظة
الأربعاء 04 مايو 2011م
ضيف هذا الحوار الأستاذ بكري عديل يعتبر من رعيل قيادات حزب الأمة
القومي الأوائل الذين أفنوا كل عمرهم في حزب الأمة، والرجل تدرج في
مختلف وظائف حزب الأمة حتى وصل إلى منصب نائب السيد الصادق
المهدي رئيس الحزب.
وكذلك تولى بكري عديل العديد من المناصب التنفيذية عبر مختلف الحقب
السياسية.. وقد كان حاكماً لكردفان ووزيراً للتربية والتعليم. ولكنه وبعد
الأحداث العاصفة التي شهدها حزب الأمة عقب مؤتمره العام الأخير
اختار الرجل جانب جماعة التيار العام.. و كان لا يناصر فكرة قيام كيان
تنظيمي آخر وتمسك بالبقاء داخل حزب الأمة، حيث يقول إنه يعمل على
التغيير من الداخل باعتبار أنه عضو للمكتب السياسي وقد التقيناه في
هذا اللقاء لنتداول العديد من القضايا السياسية بالتركيز على الأحداث
المشتعلة داخل حزب الأمة:
*كيف تقرأ المشهد داخل حزب الأمة على ضوء الخلافات بشأن الحوار
مع المؤتمر الوطني؟
- الخطأ في الأساس كان بسبب أن اختيار الأمين العام لحزب الأمة الذي
لم يتم بصورة صحيحة، حيث إن به العديد من المخالفات الدستورية
والاتهامات بالتزوير وكان هذا أساس الاختلاف.
ونجد أن شخصية الأمين العام الحالي شخصية مختلف عليها، بمعنى أن
البعض معها والآخرين غير راضين عنها، إضافة إلى أن تاريخه بالحزب
ليس قديماً، وقد جاء مؤخراً واستطاع بصورة أو أخرى أن يجد طريقه
للقمة.
* إذاً أنت ترى أن تاريخه لا يؤهله لمنصب الأمين العام؟
- في الأصل أنا كان لدي وجهة نظر في ترشيحه هو والذين ترشحوا
ضده، وقلت إنهم جميعاً لا يرقون إلى مستوى منصب الأمين العام
لحزب الأمة، حيث إن هذا المنصب «حكاية» كبيرة من واقع ضخامة
الحزب وتاريخه الضارب في الجذور.. لذلك لا يمكن أن يقود الحزب
شخصية بهذه المواصفات، ويجب أن يكون الأمين العام لحزب الأمة
مؤهلاً وذا تاريخ .
* ما هي حقيقة علاقة الأمين العام لحزب الأمة الفريق صديق
إسماعيل بجهاز الأمن، وفقاً لما يتردد من قبل قيادات حزبكم؟
- هو كان شرطياً، وبحكم وظيفته هذه كانت ممارسته الأمنية واضحة،
وهذا كان ضمن النقد الذي وجه له.. ولكن أنا شخصياً لم ألاحظ عليه
أيّ ممارسة أمنية أضرت بالحزب أو أعضاء الحزب، ولكن هذا ما يقال
عن أنه كانت له علاقات أمنية مع نظام نميري ومع نظام الإنقاذ، وبالتالي
هذا أفقده الشرعية السياسية الدستورية بمعنى أن يكون سياسياً محترماً.
* هل يمنع دستور ولوائح حزب الأمة الشخص الذي عمل في الأجهزة
الشرطية والأمنية من الترشح لمناصب تنظيمية؟
- من الطبيعي أن تثار الشكوك حول أي شخص له ارتباطات بالأجهزة
الأمنية.. إن كان ذلك صحيحاً أم خطأ.. وبالتالي يُتحدث عنه وتدور
الكثير من الشائعات.. ولكن اللوائح لا تمنع ذلك ولكن الأفضل أن يكون
الشخص بلا خلفية أمنية وبلا شكوك.. ومن يشتغل في السياسة يجب
عليه أن يكسب ثقة الناس.
*هل كل مشاكل حزب الأمة تنحصر في أمانته العامة؟
- الخلاف في الأساس كان في المخالفات الدستورية التي تمت أثناء
المؤتمر العام وبدأت بأن أعضاء اللجنة المركزية الذين صاروا أكبر
من العدد المنصوص عليه في الدستور.. وكذلك الحال بالنسبة لعضوية
المؤتمر العام.
* لماذا لم تُعالج هذه المخالفات؟
- كان من المفترض أن تعالج هذه الأخطاء حسب وعد السيد رئيس
الحزب ولكن ذلك تأخر كثيراً.
* هل ما زلت تقف إلى جانب مجموعة التيار العام؟
- أنا أقف إلى جانب مجموعة التيار بخصوص إصلاح الأخطاء ومعالجة
المخالفات، ولكن لا أقف مع التيار مطلقاً في قيام حزب جديد أو مهاجمة
رئيس حزب الأمة.. لأننا شاركنا جميعاً في اختياره ونحن الذين نستطيع
أن نغيره إذا حاد عن الطريق.
* إذاً أنتم لا تختلفون حول رئاسة السيد الصادق لحزب الأمة؟
- لا..أبداً ليس هناك خلاف حول الصادق، ربما كانت هناك بعض
الأشياء المحسوبة عليه وعدد من القرارات التي اتخذت.
* ماذا تحسبون عليه؟
- بعض الأخوان يقولون إن السيد صادق بطيء في اتخاذ القرارات ولا
يتخذ القرار الحاسم بسرعة.. ولكن البعض يقول إن وضعه وطبيعة
عمله تتطلب منه أن يعالج الأمور برويِّة وبفهم أعمق.
* ما هو رأيك الشخصي؟
- هناك بعض القرارات التي من المفترض أن يتخذ فيها قرار بصورة
حاسمة وفي توقيت باكر، ولكن هناك قرارات تستدعي التأني وعدم
الاستعجال.
* هل تناقش سيد صادق في هذه الأشياء؟
- أنا شخصياً دائماً أقول رأيي بوضوح، وأقول هذا صحيح وهذا خطأ،
وقد قلت للسيد صادق إن كل الذين ترشحوا لمنصب الأمين العام لن
«ينفعوا» وقد قلت ذلك بمنتهى الوضوح.
* هل ما زلت تذهب لمكتبك بدار حزب الأمة؟
- والله «ما قاعد أمشي» لأنه حدثت تغييرات بعد الخلافات التي وقعت
في المؤتمر العام وحلَّ البعض في أماكن البعض.. وبعد هذه التعديلات
ليست لي وظيفة سياسية.. ولكني ما زلت عضواً بالمكتب السياسي
بعد تصعيدي من كردفان.
*هل تحضر اجتماعات المكتب السياسي؟
- نعم أحضر اجتماعاته وأناقش وأقول رأي، ولكن ليس لديّ موقع
وظيفي تنظيمي.
* مجموعة التيار العام أصبحت شبه غائبة عن الساحة السياسية؟
- بالضرورة أن أي حدث يتقادم يبدأ في التلاشي، وبلا شك فإن الحماس
الذي بدأ به التيار العام في الأول أصبح أقل.. وقد كان رأيي أن يكون
التيار العام موجوداً داخل الحزب ومتحرك من أجل التغيير والحزب
يكفل ذلك.. وأنا ما زلت عند رأيي وهذا ما جعلني أعود للانخراط في
نشاطي داخل الحزب، ولا يعني ذلك أنني راضي عما يجري في الحزب،
لأنه لابد أن نعمل خاصة في ظل الوضع الصعب الذي تعيشه البلد.